إن رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه مصاب جلل وخسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية لما كان يشكله رحمه الله من ثقل اقتصادي وسياسي واجتماعي ووقوفه بجانب العديد من القضايا في الدول الشقيقة والصديقة بمواقف مشرفة وبرؤية واضحة وقرار سديد.
لم تكن صحة المواطن آخر اهتماماته ، بل أولاها جل اهتمامه بتعزيز ورفع المخصصات المالية الخاصة بوزارة الصحة ، وكانت منطقة حائل قد نهلت في عهده النصيب الوافر من المشاريع الصحية التي أسهمت في استقرار الوضع الصحي بالمنطقة .
كانت 10 سنوات ثقيلة بالمشاريع التنموية للوطن ، وكانت مليئة بالإنجازات وخاصة في القطاع الصحي ، حيث شهد القطاع الصحي في المملكة تطورا ملحوظا عبر خطط التنمية المتتابعة، وتم دعمه ماديا ومعنويا حتى تبوأت المملكة مكانة مرموقة في المجال الصحي، وأصبحت مرجعا طبيا وعلاجياً خاصة في أمراض القلب وجراحته وزراعة الكبد التي حققت فيها المملكة تقدما كبيرا، حيث أجرت مستشفياتها العشرات من العمليات الناجحة، ولعل النجاح الأبرز الذي حققته المملكة في المجال الطبي هو عمليات فصل التوائم السيامية التي حققت فيها نجاحا منقطع النظير وأهلها لأن تكون «مملكة الإنسانية»، وحظي القطاع الصحي بدعم واهتمام حكومي بارز جعل من القطاع الصحي في مقدمة أولويات خطط التنمية المستدامة كونه يتصل بحياة المواطن السعودي الذي يعد ركيزة التنمية وهدفها الأساسي، ويبدو واضحا وجليا اهتمام خادم الحرمين الشريفين في دفع عجلة التنمية الصحية في المملكة بزيادة مخصصات ميزانية وزارة الصحة في السنوات القليلة الماضية.
وبهذا المصاب الجلل أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي منسوبي الشئون الصحية بمنطقة حائل بخالص التعازي للأسرة الحاكمة والشعب السعودي سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد في واسع رحمته وفضله وأن يسكنه الفردوس الأعلى ، كما أتقدم بالولاء والطاعة والمبايعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد الطاهرة ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا لولي العهد ، حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام له عزه وأمنه واستقراره .
بقلم
مدير عام الشئون الصحية بمنطقة حائل
د. عبدالمحسن بن سعود العمّار