المقالات

26/07/2010

وقفة مع مسكنات الألم

 

وقفة مع مسكنات الألم

يعتري الإنسان من حين لآخر آلام يشعر به في مختلف أعضاء جسمه الداخلية والخارجية ، ويتراوح هذا الألم ما بين الخفيف الذي قد لا يعيره المرء أي اهتمام وبين الشديد الذي لا يطاق ، وقد يزول الألم من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى دواء يسكنه أو تدخل طبي يزيله ، يعرف الألم بأنه تلك الحالة المستمرة أو المتكررة و كافية لتؤثر سلبا على صحة المريض ومستوى أداؤه ونوعية حياته. والألم نوعان الأول إما أن يكون حاد و عابرا وسريع الظهور وعادة يعزى لأسباب غير معروفة ، أما النوع الثاني فهو الألم المزمن أو الدائم ويحدث عادة بعد التعرض لنوبة مرض حاد أو لإصابة معينة أو إذا استمر الألم لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر وأدى إلى أثار سلبية على الفرد ونغص عليه حياته

إن التخلص من الألم ممكن أن يتم بعدة طرق منها استخدام الأدوية المتوفرة على أشكال صيدلانية مختلفة ومتفاوتة فيما بنها في شدة فعاليتها لتسكين الألم وتسمى هذه الأدوية في لغة الطب والتداوي "المسكنات  Analgesics" أو "قاتلات الألم  Painkillers " منها ما يتم صرفه بموجب وصفة طبية من قبل طبيب مخول وبعضها يمكن شراؤه من الصيدليات مباشرة وهو ما نطلق عليه مصطلح " الأدوية اللاوصفية " ، يمكن إيجاز الطريقة التي تؤدي بها هذه الأدوية مفعولها في تسكين الألم ، أما بتأثيرها على الأعصاب الطرفية والجهاز العصبي المركزي مثل " مشتقات ألأفيون " مؤدية إلى منع أو تقليل الشعور بالألم، والبعض الآخر يؤدي مفعوله من خلال منع تكون بعض المواد الكيميائية التي ينتجها الجسم فيرفع مستوى تحمل الألم ويقلل من شأنه

يعمد مقدمي الخدمة الصحية عند وصف أو إعطاء مسكنات الألم واختيار الأنسب منها إلى أن يضعوا في اعتبارهم عوامل أهمها سبب الألم ومكانه وشدته وهنا سنلقي الضوء على مسكنات الألم اللاوصفية بحكم كثرة تداولها بين الناس وتناولها من قبل الصغير والكبير في أغلب الأحيان دون اشرف طبي ، حتى يكون القارئ على بينة من فوائدها  ومضارها حيث تستخدم هذه الأدوية كمسكنات للألم الذي عادة ما يصاحب حالات الصداع والحمى والرشح والزكام والتهاب المفاصل وأوجاع الأسنان واضطرابات الدورة الشهرية عند النساء وهي  نوعان أساسيان من الأدوية اللاوصفية والتي تستخدم كمسكنات للألم الخفيف والمتوسط الأول هو الباراسيتامول ومن أشهر أسمائه التجارية المعروفة "البنادول" و " الفيفادول" ، و الباراسيتامول هو المادة الفعالة الموجودة في أكثر من 600 مستحضر تستخدم كمسكنات للألم مثبطات السعال وأدوية الرشح والزكام ، والنوع الثاني هي مجموعة مضادات الالتهاب غير السترويدية وتستخدم كخافضات للحرارة بالإضافة لتخفيف الآلام  الخفيفة و المتوسطة

 ومن عناصر هذه المجموعة وأكثرها شهرة الأسبرين و "النابروكسين" و "الأيبوبروفين" تعتبر هذه الأدوية من الأدوية الفعالة والآمنة في نفس الوقت شريطة أن تناولها وفق الإرشادات الطبية وعدم تجاوز الجرعات الطبية المقررة لها، إلا أن إساءة استخدامها ينطوي على مشاكل خطيرة وربما مميتة  ، ومن أهم مظاهر إساءة الاستخدام لهذه الأدوية عدم التقيد بمقدار الجرعة الصحيح أو تجاوز عدد مرات الاستخدام وعدم الالتزام بالفترات المحددة بين الجرعة والأخرى مما يؤدي إلى تراكم الدواء بالجسم الذي ينتج عنه حدوث التأثير السمي لها كما أن تناولها مع أدوية أخرى فد يؤدي إلى مثل هذه المخاطر، الأمر الذي يتطلب استشارة الطبيب أو الصيدلي في حال كنت تأخذ أدوية لكي تتجنب حدوث التداخلات الدوائية المضرة

الآثار الجانبية لهذا النوع من الأدوية يتلخص بتأثيراتها على الكبد، وربما يؤدي تناولها بكثرة وبجرعات عالية إلى حدوث تقرحات بالمعدة ونزيف، خاصة في الأطفال أو من تزيد أعمارهم على الستين سنة، كما أن لمضادات الالتهاب غير السترويدية تأثيرات سيئة على الكلى ، إن أفضل نصيحة يمكن نسديها هي قبل أن تتناول أي دواء يجب عليك استشارة المختصين مبينا لهم المشاكل الصحية التي تعاني منها والأدوية الأخرى التي تتعاطاها و أن تتوخى الحذر والدقة في جرعاتها فا الأدوية على الرغم من فوائدها العظيمة في تخفيف معاناة المرض من الممكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة إذا ما أسيء استخدمها ومتع الله الجميع بالصحة والعافية .

 

بقلم

ضاحي بن خلف السكيبي

صيدلي قانوني ومساعد مدير عام

الشئون الصحية للتخطيط والتطوير